في هذه الآيات: يقول سبحانه: ومن أشد جرمًا وأجهل فعلًا وأكثر بغيًا ممن اختلق على الله كذبًا أو ادعى النبوة والرسالة وأنه يوحى إليه من الله، أو زَعَمَ أنه سينزل مثل ما أنزل الله، ولو ترى - يا محمد - إذ يغمر الموت بسكراته حين موعده الظالمين المكذبين، والملائكة باسطو أيديهم يضربون وجوههم وأدبارهم، ويقولون لهؤلاء الظلمة: اخرجوا إلى سخط من الله وغضب، فتفرق أرواحهم في أجسادهم، فينتزعونها فتَقَطَّعُ مع ذلك النزع الشديد العروق والعصب، هذا يومكم الذي توعدون، وهذا الخزي جزاء ما كنتم تفترون على الله وتكذبون وتستكبرون. ولقد قدمتم - يوم القيامة - وحدانًا لا مال ولا سلطان ولا ولد ولا خدم، وخلفتم أيها القوم ما مكناكم في الدنيا مما فتنكم وأكثرتم به التباهي والاستكبار، وما نرى معكم مَنْ زعمتم أنهم سيكونون لكم شفعاء، بل تمزقت الأوصال بينكم وبينهم، وضل عنكم ما كنتم تزعمون.
قال ابن جرير:(ومن أخطأ قولًا وأجهل فعلًا ممن اختلق على الله كذبًا، فادعى عليه أنه بعثه نبيًا وأرسله نذيرًا، وهو في دعواه مبطل، وفي قيله كاذب).
قال عكرمة وقتادة:(نزلت في مُسيلمة الكذّاب). وذلك أنه زعم أن الله أوحى إليه.
قلت: وبنحوه الأسود العنسي وسجَاح زوج مُسَيلمة، كلهم تنبأ وزعم النبوة وورود الوحي من الله عليه، وهم مفترون في ذلك كاذبون، تشملهم الآية وتشمل أمثالهم إلى