لقد وَرَدَ في ذكر فضلها وأسباب نزولها وموضع ذلك أحاديث:
الحديث الأول: أخرج أحمد والشيخان عن حبيب بن أبي ثابت قال: [أتيت أبا وائل أسأله فقال: كنا بصفين فقال رجل: ألم تر إلى الذين يدعون إلى كتاب اللَّه تعالى! فقال عليّ: نعم. فقال سهل بن حنيف: اتهموا أنفسكم، فلقد رأيتنا يوم الحديبية -يعني الصلح الذي كان بين النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- والمشركين- ولو نرى قتالًا لقاتلنا، فجاء عمر فقال: ألسنا على الحق وهم على الباطل، أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار، قال: بلى، قال: ففيم أعطي الدنية في ديننا ونرجع ولما يحكم اللَّه بيننا؟ ! فقال: يا ابن الخطاب، إني رسول اللَّه ولن يضيعني اللَّه أبدًا، فرجع متغيضًا فلم يصبر حتى جاء أبا بكر فقال: يا أبا بكر ألسنا على الحق وهم على الباطل؟ قال: يا ابن الخطاب! إنه رسول اللَّه ولن يضيّعه اللَّه أبدًا، فنزلت سورة الفتح](١).
وفى رواية مسلم:[فنزل القرآن على رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فأرسل إلى عمر فأقرأه إياه، فقال: يا رسول اللَّه أوَفتح هو؟ قال: نعم، فطابت نفسه].
(١) حديث صحيح. انظر صحيح البخاري (٤٨٤٤) - كتاب التفسير، و (٣١٨٢) - كتاب الجزية والموادعة، وصحيح مسلم (١٧٨٤) في السير، ومسند أحمد (٤/ ٣٢٥)، وتفسير الطبري (٣١٤٦٠)، والصحيح المسند من أسباب النزول - الوادعي.