للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يصنع، فخرج سَهْمي عليهن معه، فخرج بي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -).

٢٧ - ٢٩. قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (٢٧) فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (٢٨) لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيهَا مَتَاعٌ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ (٢٩)}.

في هذه الآياتِ: تشريع آداب شرعية عالية في الاستئذان قبل الدخول ثم إلقاء السلام، ويستثنى من ذلك الأماكن العامة التي فيها منافع مشتركة للناس، فيجوز دخولها دون استئذان، والله يعلم السر والعلن وما تبدون وما تكتمون.

فعن ابن عباس: ({يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا} قال: الاستئناس: الاستئذان). قال النسفي: (والاستئناس في الأصل الاستعلام والاستكشاف، من أنِسَ الشيء إذا أبصره ظاهرًا مكشوفًا، أي حتى تستعلموا أيطلق لكم الدخول أم لا). فقد أمر الله تعالى المؤمنين بالتحلي بهذه الآداب الرفيعة فيما بينهم، فلا يشُرع لهم أن يدخلوا بيوتًا غير بيوتهم حتى يستأذنوا قبل دخولهم ويسلموا بعده.

[آداب الاستئذان]

١ - يشرع الاستئذان ثلاثًا - كما جاء في السنة العطرة - فإن أُذِن له وإلا انصرف.

ففي الصحيحين والمسند عن أبي بُرْدَةَ عَنْ أبي موسى الأشعري قال: [جاء أبو موسى إلى عمر بن الخطاب فقال: السلام عليكم، هذا عَبْدُ اللهِ بنُ قَيْسٍ، فلم يَأذَنْ لهُ، فقال: السلام عليكم، هذا أبو موسى، السلام عليكم، هذا الأشْعَرِيُّ، ثم انْصَرَفَ، فقال: رُدُّوا عَلَيَّ، رُدُّوا عَليَّ، فجاءَ فقال: يا أبا موسى! ما رَدَّكَ؟ كُنَّا في شُغْلٍ، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "الاستئذان ثلاث، فإنْ أُذِنَ لكَ وإلا فارجعْ". قال: لتأتِيَنِّي على هذا بِبَيِّنةٍ، وإلا فَعَلْتُ وَفَعَلْتُ، وفي رواية: (وإلا أوجعتك). وفي لفظ: (قال: فوالله لأُوجِعَنَّ ظَهْرَكَ وبَطْنَكَ، أو لتأتِيَنَّ بِمَن يشهَدُ لك على هذا). فذهب أبو موسى. قال عمر: إنْ وَجَدَ بَيِّنَةً تجدوه عِندَ المِنْبَرِ عَشِيَّةً، وإنْ لمْ

<<  <  ج: ص:  >  >>