في هذه الآيات: نَعْتُ اللَّه تعالى منهاج الولاء والبراء، الذي هو سبيل المؤمنين تجاه الكفرة الأعداء.
فقوله تعالى: {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ (١) لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ} أي: قل يا محمد لهؤلاء المشركين من قومك، لا أعبد الأوثان والأنداد والأصنام التي تعبدون. والخطاب وإن كان موجهًا إلى كفار قريش، إلا أنه ينسحب ليشمل كل كافر إلى يوم القيامة.
فعن ابن عباس: (إن قريشًا وعدوا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أن يعطوه مالًا، فيكون أغنى رجل بمكة، ويزوجوه ما أراد من النساء، ويطئوا عَقِبه، فقالوا له: هل لك عندنا يا محمد، وكفّ عن شتم آلهتنا، فلا تذكرها بسوء، فإن لم تفعل، فإنا نعرض عليك