في هذه الآيات: توحيدُ اللَّه تعالى في جوامع من الكلم العظيم، فهو اللَّه الواحد لا نظير له ولا شبيه السيد الحي القيوم، الذي إليه يصمد أمر جميع العباد وحاجاتهم، وأرزاقهم ومصابهم، والذي لم يلد ولم يولد، ولم يكافئه من خلقه أحد.
قال ابن جرير رحمه اللَّه:(ذكر أن المشركين سألوا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- عن نسب رب العزة، فأنزل اللَّه هذه السورة جوابًا لهم. وقال بعضهم: بل نزلت من أجل اليهود سألوه، فقالوا له: هذا اللَّه خلق الخلق، فمن خلق اللَّه؟ فأنزلت جوابًا لهم).
ثم ذكر أثرًا عن أبي بن كعب قال:(قال المشركون للنبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: انسب لنا ربك، فأنزل اللَّه: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١) اللَّهُ الصَّمَدُ}.
(١) حديث صحيح. أخرجه البخاري (٥٠١٧)، وأبو داود (٥٠٥٦)، والترمذي (٣٤٠٢)، وغيرهم.