لقد ورد في ذكر هذه السورة الكريمة أحاديث من السنة الصحيحة المطهرة:
الحديث الأول: أخرج الدارمي والترمذي بسند صحيح عن محمد بن كثير، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن عبد اللَّه بن سلام قال: [قَعدنا نَفَرٌ من أصحاب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فتذاكرنا فقلنا: لو نعلم أيَّ الأعمال أحبّ إلى اللَّه تعالى لعملناها، فأنزل اللَّه تعالى: {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (١) يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (٢) كَبُرَ مَقْتًا} حتى ختمها. قال عبد اللَّه: فقرأها علينا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- حتى ختمها. قال أبو سلمة: فقرأها علينا ابن سلام. قال يحيى: فقرأها علينا أبو سلمة. قال ابن كثير: فقرأها علينا الأوزاعي. قال عبد اللَّه: فقرأها علينا ابن كثير] (١). وفي رواية:(قال يحيى: فقرأها علينا أبو سلمة وقرأها علينا يحيى وقرأها علينا الأوزاعي وقرأها علينا محمد).
الحديث الثاني: أخرج أحمد والحاكم والبيهقي بسند على شرط الشيخين عن عبد اللَّه بن سلام: [أَنَّ أناسًا من أصحاب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قالوا: لو أرسلنا إلى رسول اللَّه
(١) حديث صحيح. أخرجه الدارمي (٢/ ٢٠٠)، والترمذي (٣٣٠٩)، والحاكم (٢/ ٦٩). وقال الحافظ في "الفتح" (٨/ ٦٤١): وقع لي سماع هذه السورة مسلسلًا، وإسناده صحيح، قَلَّ أن وقع في المسلسلات مثله مع مزيد علوّه.