في هذه الآيات: عِتابٌ لطيف من اللَّه تعالى لرسوله -صلى اللَّه عليه وسلم- في تحريمه على نفسه ما أحَلَّ اللَّه له ابتغاء مرضاة أزواجه واللَّه غفور رحيم، وقد أوضح اللَّه تعالى له كيفية التحلل من ذلك وكفارة اليمين. وعتابٌ لطيف آخر لزوجاته -صلى اللَّه عليه وسلم- ليقدموا له أهنأ العيش وأطيبه وإلا جاء الاستبدال من اللَّه العليم الحكيم.
[أسباب نزول هذه الآيات]
لقد ورد ذكر سبب نزول هذه الآيات في أحاديث من السنة الصحيحة:
الحديث الأول: أخرج البخاري عن ابن جريج قال: [زعم عطاء أنه سمع عبيد بن عمير يقول: سمعت عائشة رضي اللَّه عنها أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- كان يمكث عند زينب ابنة جحش ويشرب عندها عسلًا، فتواصيت أنا وحفصة أن أَيَّتُنا دخل عليها النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فلتقل إني لأجد منك ريح مغافير (١)، أكلت مغافير، فدخل على إحداهما فقالت له ذلك،
(١) مغافير: جمع مغفور، وهو صمغ حُلْوٌ له رائحة كريهة ينضجه شجر يسمى العُرْفط كأن النحل وقف =