الحديث الأول: أخرج البخاري في مواضِعَ من صحيحه عن البَراء بن عازبٍ قال: [أولُ من قدم علينا من أصحاب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- مُصْعَب بن عمير وابنُ أم مكتوم، فَجَعلا يقرئاننا القرآن. ثم جاءَ عَمَّار وبلالٌ وسعدٌ. ثم جاء عُمر بن الخطاب في عشرين. ثم جاء النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، فما رأيتُ أهل المدينة فَرِحوا بشيءٍ فرَحهم به، حتى رأيت الولائِدَ والصِّبيان يقولون: هذا رسولُ اللَّه قد جاء، فما جاء حتى قرأت:{سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} في سُوَرٍ مِثلها] (١).
الحديث الثاني: أخرج البخاري ومسلم -واللفظ للبخاري- عن جابر بن عبد اللَّه الأنصاري قال: [أقْبَلَ رَجُلٌ بنَاضِحَين وَقَدْ جَنَحَ الليلُ، فوافقَ مُعاذًا يُصَلّي، فَبَرَّكَ ناضِحَهُ وأقبل إلى مُعاذٍ، فَقَرأَ بسور البقرةِ أو النساءِ فانطلق الرجل، وَبَلَغَهُ أنَّ مُعاذًا نالَ مِنْه، فأتى النبيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- فَشَكا إليه مُعاذًا، فقال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: يا معاذُ، أفَتَّانٌ أنْتَ؟ أوْ أَفاتِنٌ أنْتَ؟ -ثلاث مرات- فَلَوْلا صَلَّيْتَ بـ:{سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى}، {وَالشَّمْسِ
(١) حديث صحيح. أخرجه البخاري (٤٩٤١)، (٣٩٢٤)، (٣٩٢٥)، (٤٩٩٥)، وقد استدّل الحافظ ابن كثير بهذا الحديث أن السورة مكية، وهو كذلك، وهو قول الجمهور.