للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الميت، كما قال: {وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ (٣٣)} إلى قوله {وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ} [يس: ٣٦]).

وقوله: {وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ}. معطوف على قوله: {فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى}.

قال ابن عباس: (يخرج النطفة الميتة من الحي، ثم يخرج من النطفة بشرًا حيًا).

وقال السدي عن أبي مالك: (النخلة من النواة، والنواة من النخلة، والحبة من السنبلة، والسنبلة من الحبة). قال السدي: (أما {يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ}، فيخرج السنبلة الحية من الحبة الميتة، ويخرج الحبة الميتة من السنبلة الحية، ويخرج النخلة الحية من النواة الميتة، ويخرج النواة الميتة من النخلة الحية).

ولا شك أن الآية تشمل كل إخراج للميت من الحي والحي من الميت حقيقة أو كناية، فيدخل في ذلك خروج الولد الصالح من الكافر، والكافر من الصالح، والدجاجة من البيضة، والبيضة من الدجاجة، والحبة من السنبلة، والسنبلة من الحبة، والنخلة من النواة، والنواة من النخلة، وغير ذلك.

وقوله: {ذَلِكُمُ اللَّهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ}.

أي: إن الذي أجرى هذه السنن وأمضى هذه الأشياء هو الله وحده لا شريك له، فكيف تصرفون عن عبادته وإفراده بالتعظيم والكبرياء، فتعبدون معه غيره.

أخرج الإمام أحمد في المسند، وأبو داود في السنن، بسند صحيح، عن أبي تميمة عن رجل من قومه، أنه أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: أنت رسول الله أو قال: أنت محمد؟ فقال: نعم. قال: فإلامَ تَدْعو؟ قال: [أدعو إلى ربك الذي إن مَسَّكَ ضر فدعوته كشَف عنكَ، والذي إن أضللت بأرضٍ قفرٍ فدعوته ردّ عليك، والذي إن أصابتك سنة فدعوته أنبت لك] (١).

وقوله: {فَالِقُ الْإِصْبَاحِ}.

قال مجاهد: (إضاءة الفجر). وقال الضحاك: (إضاءة الصبح).

وعن ابن عباس: (يعني بالإصباح، ضوء الشمس بالنهار، وضوء القمر بالليل).


(١) حديث صحيح. أخرجه أحمد في المسند (٥/ ٦٤) وإسناده صحيح على شرطهما، وجهالة الصحابي لا تضر. وأخرجه أبو داود في السنن - حديث رقم - (٤٠٨٤). وانظر تخريج مشكاة المصابيح (٩١٨)، وصحيح الجامع الصغير - حديث رقم - (٢٤٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>