قال ابن كثير:(يقول تعالى: وكما جعلنا لك - يا محمد - أعداءً يخالِفونَك ويعانِدُونك، جعلنا لكل نبي من قبلك أيضًا أعداءً، فلا يَهيدَنَّكَ ذلك، كما قال تعالى:{وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ}[فاطر: ٤]. وقال تعالى:{وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا}[الأنعام: ٣٤]. . . الآية, وقال تعالى:{مَا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ}[فصلت: ٤٣]، وقال تعالى:{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ}[الفرقان: ٣١]. الآية).
قال قتادة:({شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ}: من الجن شياطين، ومن الإنس شياطين، يوحي بعضهم إلى بعض).
أخرج الإمام أحمد في المسند من حديث أبي ذر رضي الله عنه، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له:[يا أبا ذر تعوذ بالله من شياطين الإنس والجن. فقلت: أو للإنس شياطين؟ قال: نعم](١).
قال ابن جرير:(وشياطين كل شيء مردته، ويكون الشيطان من الإنس والجن، كما قال تعالى:{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا}).
وفي صحيح مسلم عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن وقرينه من الملائكة. قالوا: وإياك
(١) يرقى للحسن. أخرجه أحمد (٥/ ١٧٨ - ١٧٩)، (٥/ ٢٦٥)، والنسائي (٨/ ٢٧٥)، وله طرق مختلفة يقوى بها، انظر تخريج تفسير ابن كثير - المهدي، سورة الأنعام (١١٢ - ١١٣).