للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال النسفي: (في الشرف والرزق وغير ذلك). وقال القرطبي. (في الخلق والرزق والقوة والبَسْطة والفضل والعلم). وقال ابن كثير: (أي: فاوت بينكم في الأرزاق والآجال، والمحاسن والمساوئ، والمناظر والأشكال والألوان، وله الحكمة في ذلك).

وفي التنزيل:

١ - قال تعالى: {انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا} [الإسراء: ٢١].

٢ - وقال تعالى: {نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا. . .} [الزخرف: ٣٢].

قال قتادة: (فتلقاه ضعيف الحيلة عي اللسان وهو مبسوط له في الرزق، وتلقاه شديد الحيلة سليط اللسان وهو مقتور عليه. قال الله جل ثناؤه: {نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} كما قسم بينهم صورهم وأخلاقهم تبارك ربنا وتعالى).

وقوله: {لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ}.

أي: ليختبركم فيما أعطاكم وأنعم عليكم، فالغني في محل اختبار في سعة رزقه، والفقير في موضع اختبار في ضيق أمره، والمريض في شأن اختبار في مرضه، والعاجز كذلك في بلائه ومصيبته، والله عنده حسن الثواب، وجميل الخلود مع راحة النفس والبال.

أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [إن الدنيا حُلوةٌ خَضِرة، وإن الله مُسْتَخْلِفُكم فيها لينظُرَ كيف تعملون، فاتقوا الدنيا، واتقوا النساء، فإن أول فتنةِ بني إسرائيل كانت في النساء] (١).

وأخرج الترمذي في السنن بسند حسن لغيره عن جابر بن عبد الله مرفوعًا: [ليَوَدَّنَ


(١) حديث صحيح. أخرجه مسلم (٢٧٤٢)، والترمذي (٢١٩١)، وابن ماجه (٤٠٠٠)، وأحمد (٣/ ١٩). من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>