للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحديث الثالث: أخرج الحاكم والبيهقي بسند حسن عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: [إن المعونة تأتي من الله للعبد على قدر المُؤْنَة، وإن الصبرَ يأتي من الله على قدر المصيبة] (١). وفي لفظ: [على قدْر البلاء].

١٢٧ - ١٢٩. قوله تعالى: {وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ (١٢٧) قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (١٢٨) قَالُوا أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ (١٢٩)}.

في هذه الآيات: يخبر الله تعالى عن تدخل بعض قادة فرعون ووجهائه من الملأ مشيرين عليه أنْ كيف يترك موسى ومن سار معه من بني إسرائيل يفسدوا بذلك الخدم والعبيد ودين الرعية الذي استعبدهم به فرعون، فقال لهم فرعون: سنقتل الذكور من أبنائهم ونستبقي الإناث منهم وإننا قاهرون لهم بالحكم والقرار والسلطان. فقال موسى لقومه يصبرهم ويأمرهم بالاستعانة بالله العظيم، ثم بالصبر على البلوى والمحن، فإن الأرض لله يستخلف عليها من يشاء من عباده، والعاقبة للمتقين خير في الدارين. فقالوا يا موسى: لقد أصابنا الأذى من فرعون بقتل الأبناء قبل مجيئك إلينا بالرسالة، وكذلك اليوم بعد مجيئك يشتد علينا البلاء والإيذاء، فقال لهم: عسى الله أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض من بعده فينظر كيف يكون شكركم وكيف تكون طاعتكم وعبادتكم.

فقوله: {وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ}.

قال ابن جرير: (يقول تعالى ذكره: وقالت جماعة رجال من قوم فرعون لفرعون: أتدع موسى وقومه من بني إسرائيل، {لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ}، يقول: كي يفسدوا


(١) حديث حسن. أخرجه البزار في "مسنده" (ص ١٥٦)، وابن عدي في "الكامل" (١/ ٢٠٦)، ورواه الحاكم والبيهقي، وكذلك الديلمي (١/ ٢/ ٢٤٦). وانظر سلسلة الأحاديث الصحيحة (١٦٦٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>