للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم يقال لهم تقريعًا وتبكيتًا وتهكُّمًا: {هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ}.

قال ابن جرير: (يقول: فيقال لهم: فاطعموا عذاب الله بما كنتم تمنعون من أموالكم حقوق الله وتكنزونها مكاثرةً ومباهاة).

وفي التنزيل نحو هذا في التهكّم بالكافرين: {ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ (٤٨) ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ} [الدخان: ٤٨، ٤٩].

٣٦ - ٣٧. قوله تعالى: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (٣٦) إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (٣٧)}.

في هذه الآيات: إثبات الله تعالى أن عدد أشهر السنة اثنا عشر شهرًا في كتاب الله الذي كتب فيه كل ما هو كائن، منها أربعة أشهر حرم، ذلك دينُ الله المستقيم، فاحذروا - أيها الناس - الظلم فيها وانتهاك المحرمات، فالذنب فيها أعظم منه في غيرها، وقاتلوا المشركين، أيها المؤمنون، مجتمعين كما يقاتلونكم، واعلموا أن الله ولي المتقين.

إنما النسيء استهتار من المشركين، وهو تحليل المحرم وتأخيره إلى صفر، ليقضوا بذلك أوطارهم من قتال أعدائهم، وقد زَيَّنَ لهم الشيطان التحايل على شرع الله، والله لا يهدي القوم الكافرين.

فقوله: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ}

قال السدي: (أما {أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ}، فذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجب. أما {كِتَابِ اللَّهِ}، فالذي عنده).

<<  <  ج: ص:  >  >>