في هذه الآيات: انتصارٌ من الله تعالى لهذا الكتاب الحكيم، بعد ذكر الحروف المقطعة التي تفيد الإعجاز لهذا القرآن العظيم. أَفَعَجِبَ الناس أن بعث الله رجلًا منهم ينذرهم غضبه تعالى إن عصوه، ويبشر المؤمنين ببشائر الخير والسعادة مقابل ما أطاعوه، لقد كذب الكافرون واتهموا رسول ربهم بالسحر والجنون. إن ربكم - أيها الناس - هو رب العالم كله، سماواته وأرضه، خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على عرشه يدبر الأمر ويصرف المقادير، ولا يشفع أحد يوم القيامة إلا بإذنه، فأخلصوا له العبادة، فَمَرْجِعُكُم إليه، فهو المبدئ والمعيد، وللمؤمنين عنده البشرى وللكفار الوعيد.
فقوله:{الر} - تقدم الكلام على مفهوم الحروف المقطعة في أوائل سورة البقرة وآل عمران. وخلاصة القول: هذا القرآن هو من جنس هذه الأحرف، وهو مع ذلك الكلام المعجز الذي لا يمكن لبشر أن يأتي بسورة من مثله.
وقوله:{تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ} - تأكيد لإعجاز هذا القرآن، فهو كلام الله