في هذه الآيات: ذَمُّ الله تعالى المشركين الذين يتجرؤون على الله بالتحليل والتحريم دون علم، بل يفترون الكذب ويمضون خلف أهوائهم، فما ظنهم إذا وقفوا بين يدي ربهم يوم القيامة؟ ! إنّ الله لذو تفضل على خلقه بتأجيل معاقبتهم، وأكثر الناس لا يشكرون. إنه ما تكون - يا محمد - في حال أو عمل أو تلاوة للقرآن - وكذلك أنتم أيها الناس - فإنكم لا تعلمون شيئًا إلا والله مطلع عليه وعلى جميع شؤونكم، فلا يغيب عنه - جَلت عظمته - دقائق أعمالكم، بل كل صغير وكبير مسطر في اللوح المحفوظ.
١ - قال ابن عباس:({فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلَالًا} قال: الحرث والأنعام). وقال مجاهد:(البحائر والسُّيَّب). أو قال:(في البحيرة والسائبة).
٢ - وقال قتادة:(يقول: كل رزق لم أحرِّم حَرَّمْتُموه على أنفسكم من نسائكم وأموالكم وأولادكم، آلله أذن لكم فيما حرمتم من ذلك، أم على الله تفترون).
٣ - وعن ابن عباس:({أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ} قال: هم أهل الشرك).
(١) حديث صحيح. أخرجه مسلم في الصحيح (٢/ ١٩٥)، كتاب فضائل القرآن. انظر مختصر صحيح مسلم (٢١٠٥) - باب: في الماهر بالقرآن والذي يشتد عليه. وقوله: "يَتَتَعْتَع" أي يتردد في تلاوته لضعف حفظه أو ثقل لسانه "له أجران" أحدهما بالقراءة، والآخر بالمشقة الحاصلة عليه من التردد.