في هذه الآيات: إِخْبَارُ الله تعالى عن تجرؤ المشركين على انتقاص صفات الله، فهم يدعون له الولد، والله تعالى هو الغني الملك له سلطان السماوات والأرض، والذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون. إنما هو متاع قليل في الدنيا ثُمَّ مرجعهم إلى الله، فيذيقهم العذاب الشديد بما كانوا يشركون.
قال القاسمي:(تنزيه له عن أن يجانس أحدًا، أو يحتاج إليه، وتعجب من كلمتهم الحمقاء، {هُوَ الْغَنِيُّ} أي الذي وجوده بذاته، وبه وجود كل شيء، فكيف يماثله شيء؟ ومَنْ له الوجود كله، فكيف يجانسه شيء، والجملة علة لتنزيهه، وإيذان بأن اتخاذ الولد من أحكام الحاجة، إما للتقوي به، أو لبقاء نوعه، {لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} تقرير لغناه، أي فهو مستغن بملكه لهم عن اتخاذ أحد منهم ولدًا).
وقوله:{إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بِهَذَا} - المراد تجهيلهم، وأنه لا دليل على ادعائهم إلا تقليد الأوائل، واتباع جاهل لجاهل، وأما البرهان الساطع فهو في حجج الله ووحيه العظيم، وهو ينقض دعواهم ويبطل منهجهم ويكشف باطلهم، ولذلك قال سبحانه:{أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ}.