المشتملة على قصص الأنبياء وكيف نجّاهم الله والمؤمنين بهم وأهلك الكافرين، جاءك فيها قَصَصٌ حق، ونبأ صِدْقٌ، وموعظة يرتدعُ بها الكافرون، وذكرى يتذكر بها المؤمنون) - وهو قوله:{وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ}.
وقوله تعالى:{وَقُلْ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ} - تهديد من الله للكفار على لسان نبيّهم - أي قل لهم يا محمد: امضوا على منهجكم وعلى طريقتكم لتروا مصيركم نهاية المطاف، فإنا ماضون على سنتنا ومنهاج ربنا وكلنا أمل أن النصر والعاقبة لنا.
وقوله تعالى:{وَانْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ}. أي: ترقبوا ما وعدكم الله فإنا مترقبون ما وعدنا.
قال ابن جريج:(يقول: انتظروا مواعيدَ الشيطان إياكم على ما يزيّنُ لكم، {إِنَّا مُنْتَظِرُونَ}).
إِخْبَارٌ من الله تعالى أنه علام الغيوب، والمستقبل بين يديه، ومآل كل أمر إليه، فله الخلق والأمر والكبرياء وحده لا شريك له، وقد أمر عباده بعبادته وحده والتوكل عليه والإنابة إليه، ثم إنه تعالى لا يخفى عليه مكر المجرمين وأحوال الطغاة والمسرفين.
وعن ابن جريج:({وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ} قال: فيقضي بينهم بحكمه بالعدل).
قال ابن جرير:({فَاعْبُدْهُ}، يقول: فاعبد ربك، يا محمد، {وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ}، يقول: وفوِّض أمرك إليه، وثق به وبكفايته، فإنه كافي من توكّل عليه).
ثم روى عن عبد الله بن رباح، عن كعب، قال: (خاتمة "التوراة" خاتمة هود).