في هذه الآيات: دعوة أبينا إبراهيم - عليه الصلاة والسلام - ربه بجعل البلد الحرامِ آمنًا، وتجنيبه وولده عبادة الأصنام، وبجعل أفئدة من الناس تهوي قلوبهم قصد مكة، وبِبَسْطِ الرزق عليهم من كل مكان. واستجابة الله دعاءه وإكرامه بإسماعيل وإسحاق في ذريته من الصالحين. وببلوغ دعائه إلى جميع المؤمنين.
فعن مجاهد:({وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ} قال: فاستجابَ اللهُ لإبراهيم دعوته في ولده، قال: فلم يعبد أحد من ولده صنمًا بعد دعوته. والصنم: التمثال المصوّر، ما لم يكن صنمًا فهو وثن، قال: واستجاب اللهُ له، وجعل هذا البلدَ آمنًا، ورزق أهله من الثمرات، وجعلهُ إمامًا، وجعلَ من ذُرِّيَتِهِ يقيم الصلاة، وتقبّل دعاءه، فأراهُ مناسِكَهُ، وتابَ عليه).
وقوله:{رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ}. يعني الأصنام. قاله قتادة، وقال أيضًا:
(١) حديث صحيح. أخرجه البخاري في الصحيح - حديث رقم - (٥٤٥٨)، كتاب الأطعمة، باب ما يقول إذا فرغ من طعامه. وانظر (٥٤٥٩) للرواية الأخرى.