هو أمر الله للوط قبل حلول ساعة الانتقام: أن سر بأهلك ببقية من الليل، وكن من ورائهم وهم أمامكَ ولا يلتفت منكم وراءه أحد. قال مجاهد:({وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ} لا يلتفت وراءه أحد، ولا يُعَرِّج). وقال قتادة:({وَاتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ} قال: أُمِرَ أن يكونَ خلف أهلهِ، يتبعُ أدبارهم في آخرهم إذا مشوا).
قال ابن كثير:(يمشي وراءهم، ليكون أحفظَ لهم. وهكذا كانَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يمشي في الغَزاة بما كان يكونُ ساقةً، يُرجي الضعيف، ويَحملُ المُنْقَطِع. وقوله:{وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ}، أي: إذا سمعتم الصيحة بالقوم فلا تَلتفِتُوا إليهم، وذرُوهم فيما حلَّ بهم من العذاب والنكال، {وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُون}، كأنه كان معهم من يهديهم السبيل).
أي: تقدّمنا إليه في هذا أن دمارهم وقت الصباح، وفرغنا له من ذلكَ الأمر. قال ابن زيد:(أوحينا إليه). وقال ابن عباس:(قوله: {أَنَّ دَابِرَ هَؤُلَاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ} يعني: استئصال هلاكهم مصبحين).
وفي التنزيل:{إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ}[هود: ٨١].