٢ - قال تعالى:{وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ}[القلم: ٩].
وفي صحيح مسلم - من حديث قبيصة في بلاغ النبي - صلى الله عليه وسلم - عشيرته وقومه - قال:[يا بني عبد مناف، يا بني عبد مناف! إني نذير، إنما مثلي ومثلكم، كمثل رجل رأى العدوَّ، فانطلق يريدُ أهله، فخشي أن يسبقوه إلى أهله، فجعل يهتف: يا صباحاه، يا صباحاه! أُتيتُم أُتيتُم](١).
قال ابن جرير:(يقول تعالى ذكره لنبيه محمد - صلى الله عليه وسلم -: إنا كفيناك المستهزئين يا محمد، الذين يستهزئون بك، ويسخرون منك، فاصدع بأمر الله، ولا تخف شيئًا سوى الله، فإن الله كافيكَ من ناصبكَ وآذاك، كما كفاك المستهزئين، وكانوا رؤساء المستهزئين قومًا من قريش معروفين).
قال سعيد بن جبير:(هم خمسة من رهط قريش: الوليد بن المغيرة، والعاص بن وائل، وأبو زمعة، والحارث بن عيطلة، والأسود بن قيس).
وقيل: كانوا ثمانية. قال ابن عباس:(كلهم مات قبل بدر).
أي: إنا لنعلم - يا محمد - كم يضيق صدركَ وينقبض من أذى قومكَ لك، ومن محاولات مكرهم بدينكَ وأصحابك، فلا يهيدَنَّكَ ذلك ولا يمنعنكَ من الجهاد في تبليغ دعوة الحق، واستعن على ذلكَ بكثرة الذكر والصلاة والدعاء.
(١) حديث صحيح. أخرجه مسلم في صحيحه - حديث رقم - (٢٠٧)، كتاب الإيمان.