أرواحهم، أو القيامة لنزول العذاب بهم، شأن الأمم الضالة قبلهم، وما ظلمهم الله ولكن كانوا أنفسهم يظلمون, وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون.
فعن قتادة:(قوله: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ} قال: بالموت، وقال في آية أخرى:{وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ}[الأنفال: ٥٠] وهو ملك الموت، وله رسل، قال الله تعالى:{أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ} ذاكم يوم القيامة).
وقال مجاهد:({هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ} يقول: عند الموت حين تتوفاهم, {أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ} ذلك يوم القيامة).
قال ابن جرير:(يقول جل ثناؤه: كما يفعل هؤلاء من انتظارهم ملائكة الله لقبض أرواحهم، أو إتيان أمر الله فعل أسلافهم من الكفرة بالله، لأن ذلك في كل مشرك بالله, {وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ} يقول جل ثناؤه: وما ظلمهم الله بإحلال سُخْطِه {وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} بمعصيتهم ربهم وكفرهم به، حتى استحقوا عقابه، فعجَّل لهم).
قال القاسمي:({فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا} جزاء سيئات أعمالهم من الشرك وإنكار الوحدانية وتكذيب الرسل ونحوها {وَحَاقَ} أي أحاط بهم {مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ} من العذاب الذي توعدتْهُم به الرسُل).