للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فاستفتح جبريل، فقيل: من هذا؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد. قيل: وقد بُعِثَ إليه؟ قال: قد بعث إليه. ففتح لنا فإذا أنا بإدريس فرحب بي ودعا لي بخير. (قال: مرحبًا بك من أخ ونبي). (مرحبًا بالأخ الصالح والنبي الصالح)، قال الله عز وجل: {وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا}.

ثم عرج بنا إلى السماء الخامسة فاستفتح جبريل، قيل: من هذا؟ فقال: جبريل. قيل: ومن معك؟ قال: محمد. قيل: وقد بعث إليه؟ قال: قد بعث إليه. ففتح لنا فإذا أنا بهارون فرحب بي ودعا لي بخير. (قال: مرحبًا بك من أخ ونبي) (مرحبًا بالأخ الصالح والنبي الصالح). ثم عرج بنا إلى السماء السادسة فاستفتح جبريل. قيل: من هذا؟ قال: جبريل. قيل: ومن معك؟ قال: محمد. قيل: وقد بعث إليه؟ قال: قد بعث إليه. ففتح لنا فإذا أنا بموسى فرحب بي ودعا لي بخير (قال: مرحبًا بك من أخ ونبي) (مرحبًا بالأخ الصالح والنبي الصالح). (وفي رواية البخاري: فلما جاوزت بكى، فقيل له: ما أبكاك؟ قال: يا رب هذا الغلام الذي بعث من بعدي يدخل الجنة من أمته أكثر مما يدخل من أمتي). ثم عرج بنا إلى السماء السابعة فاستفتح جبريل، فقيل: من هذا؟ قال: جبريل. قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: وقد بعث إليه؟ قال: قد بعث إليه، ففتح لنا فإذا أنا بإبراهيم (فقال: هذا أبوك فسلم عليه. قال: فسلمت عليه فرد السلام. قال: مرحبًا بالابن الصالح والنبي الصالح (مرحبًا بك من ابن ونبي)) مسندًا ظهره إلى البيت المعمور، وإذا هو يدخله كلّ يوم سبعون ألف ملك، لا يعودون إليه. ثم ذهب بي إلى السدرة المنتهى، وإذا ورقها كآذان الفيلة، وإذا ثمرها كالقلال، فلما غشيها من أمر الله ما غشي تغيّرت فما أحد من خلق الله يستطيع أن ينعتَها من حُسْنها، فأوحى الله إليّ ما أوحى، ففرض عليّ خمسين صلاة في كل يوم وليلة. فنزلت إلى موسى فقال: ما فرض ربك على أمتك؟ قال: خمسين صلاة في كل يوم وليلة، قال: ارجع إلى ربك فسله التخفيف فإن أمتك لا تطيق ذلك فإني بلوت بني إسرائيل وخبرتهم. قال: فرجعت إلى ربي، فقلت: يا رب! خفف على أمتي فحطّ عني خمسًا، فرجعت إلى موسى فقلت: حطّ عني خمسًا. قال: إن أمتك لا تطيق ذلك، فارجع إلى ربك فسله التخفيف. قال: فلم أزل أرجع بين ربي وبين موسى حتى قال: يا محمد! إنهن خمس صلوات كلَّ يوم وليلة، لكل صلاة عشر، فذلك خمسون صلاة، من همّ بحسنة فلم يعملها كُتبت له حسنة، فإن عملها كتبت له عشرًا. ومن همَّ بسيئة فلم يعملها لم تكتب له شيئًا، فإن عملها كتبت له سيئة واحدة. قال: فنزلت حتى انتهيت

<<  <  ج: ص:  >  >>