للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٩ - ١٤. قوله تعالى: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا (٩) وَأَنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (١٠) وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا (١١) وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا (١٢) وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا (١٣) اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا (١٤)}.

في هذه الآيات: ثناء الله تعالى على هذا القرآن، فهو يحمل الهداية للناس والبشرى للمؤمنين، والوعيد والخزي للكافرين. وَذِكْرُ تعجّل الإنسان في دعائه بالشر أحيانًا، ولو قابله الله بعجلة الإجابة لهلك. وامتنان الله تعالى على عباده بنعمة تعاقب الليل والنهار، وما يحمل ذلك لهم من فوائد كثيرة ونعم جليلة. وتحذير الله عباده الصحف التي تجمع أعمالهم فتنشر يوم القيامة عليهم ليجتهدوا في ملئها بالأعمال الصالحة، فكل سيقرأ كتابه يوم الحساب وكفى بنفسه يومئذ عليه حسيبًا.

فقوله: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ}. قال ابن زيد: (للتي هي أصوب: هو الصواب وهو الحق، قال: والمخالف هو الباطل. وقرأ قول الله تعالى: {فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ} [البينة: ٣]. قال: فيها الحق ليس فيها عوج. وقرأ: {وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا (١) قَيِّمًا} [الكهف: ١، ٢]، يقول: قيمًا مستقيمًا).

وقوله: {وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا}.

قال ابن جريج: (الجنة، وكلّ شيء في القرآن أجر كبير، أجر كريم، ورزق كريم فهو الجنة).

وقوله تعالى: {وَأَنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا}.

قال ابن جرير: (يقول تعالى ذكره: وأن الذين لا يصدقون بالمعاد إلى الله، ولا يقرّون بالثواب والعقاب في الدنيا، فهم لذلك لا يتحاشون من ركوب معاصي الله

<<  <  ج: ص:  >  >>