للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بهم، والقيام بحقوقهم عليكم، بعد هفوة كانت منكم، أو زلة في واجب لهم عليكم مع القيام بما ألزمكم في غير ذلك من فرائضه، فإنه كان للأوابين بعد الزّلة، والتائبين بعد الهفوة غفورًا رحيمًا).

ومن أقوال أهل التأويل:

١ - قال سعيد بن جبير: ({رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ} قال: البادرة تكون من الرجل إلى أبويه لا يريد بذلك إلا الخير).

٢ - وعن حبيب بن أبي ثابت: ({فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا} قال: هو الرجل تكون منه البادرة إلى أبويه وفي نيته وقلبه أن لا يؤاخذ به).

وقيل في الأوابين أكثر من تأويل:

١ - قال ابن عباس: (المسبحين). أو قال: ({فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا} يقول: للمطيعين المحسنين).

٢ - قال قتادة: (هم المطيعون، وأهل الصلاة).

٣ - وقال ابن المنكدر: (الصلاة بين المغرب والعشاء).

٤ - وقال عون العُقيلي: (الذين يصلون صلاة الضحى).

٥ - وقال سعيد بن المسيب ({فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا}: الذي يصيب الذنب ثم يتوب ثم يصيب الذنب ثم يتوب).

٦ - وقال سعيد بن جبير فيها: (الراجعين إلى الخير).

٧ - وقال عبيد بن عمير: (الذي يذكر ذنوبه في الخلاء، فيستغفر الله منها).

٨ - وقال مجاهد: (الأوابون: الراجعون التائبون).

قلت: وكل ما سبق يدل على مفهوم الأوابين، فإن الأواب هو التائب من الذنب الراجع إلى طاعة الله، الملتمس المغفرة ذنوبه ألوان العمل الصالح.

وفي الصحيحين من حديث ابن عمر: [أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا رجع من سفر قال: آيبون تائبون عابدون، لربنا حامدون] (١).


(١) حديث صحيح. أخرجه البخاري (١٧٩٧)، ومسلم (١٣٤٤)، وأحمد (٢/ ٦٣)، وأبو داود (٢٧٧٠)، من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما.

<<  <  ج: ص:  >  >>