الله). وقال ابن زيد:({وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً} شكّ، ثم قال:{وَلَئِنْ} كان ذلك ثم {رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا} ما أعطاني هذه إلا ولي عنده خير من ذلك).
وفي المسند بإسناد صحيح عن عقبة بن عامر رضي الله عنه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:[إذا رأيت الله تعالى يُعطي العبد من الدنيا ما يحب، وهو مقيم على معاصيه، فإنما ذلك منه استدراج](١).
في هذه الآيات: تحذيرُ الصاحب المؤمن صاحبه المستكبر من مغبة الجحود والكفر، مذكرًا له مراحل خلقه حتى صار رجلًا يتكلم بالقوة والكبر، ناصحًا له التواضع لله ونسب القوة له تعالى والقهر، فلربما انتقم الجبار وأحال الجنة إلى أرض قفر، وأغار الماء في الأرض فلا سبيل لبلوغه ولا حيلة في ذلك ولا أمر.
فقوله تعالى:{قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا} - هو قول صاحب ذلك الرجل صاحب الجنتين، الأقل منه مالًا وولدًا، يخاطبه ويكلمه كيف تكفر بالله خالق أبيك آدم من تراب، ثم أنشأك من نطفة أبيك في رحم
(١) أخرجه أحمد في المسند (٤/ ١٤٥)، وابن جرير في "التفسير" (٧/ ١١٥)، وسنده قوي. وانظر سلسلة الأحاديث الصحيحة - حديث رقم - (٤١٤).