ويا أهل النار خلودٌ فلا مَوْتَ، ثم قرأ:{وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ} -وهؤلاء في غفلةِ أهلُ الدنيا- وهم لا يؤمنون] (١).
إخبارٌ من الله سبحانهُ أنه الخالق المالك المتصرف الباقي، وجميع الخلق يهلكون ويفنون، وهو الحي القيوم لا تأخذهُ سنة ولا نوم، وهو يرث الأرض ومن عليها وإليه يُرجعون.
قال ابن جرير:(يقول تعالى ونحن وارثو الأرض ومن عليها من الناس، بفنائهم منها، وبقائها لا مالك لها غيرنا، ثم علينا جزاء كل عامل منهم بعمله، عند مرجعه إلينا، المحسن منهم بإحسانه، والمسيء بإساءته).
في هذه الآيات: حوار نبي الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام مع أبيه يدعوه لإفراد الله تعالى بالعبادة والتعظيم، ويحذره اتباع الشيطان الرجيم، ما يعقب ذلكَ يوم القيامة من
(١) حديث صحيح. أخرجه البخاري (٤٧٣٠) -كتاب التفسير- سورة كهيعص، عند هذه الآية، ورواه مسلم (٢٨٤٩)، وأحمد (٣/ ٩)، والبيهقي في "البعث" (٥٨٤)، وله شواهد بروايات كثيرة - من حديث أبي هريرة وابن عمر رضي اللهُ عَنْهما.