وفي التنزيل:
١ - قال تعالى: {وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ} [الزخرف: ٣٦].
٢ - وقال تعالى. {وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [الأنعام: ١٢٩].
قال ابن زيد: (نسلط ظلمة الجن على ظلمة الإنس).
وفي المسند بإسناد حسن عن أبي سعيد، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: [إنّ الشيطان قال: وعِزَّتك يارب لا أبرحُ أُغوي عبادك ما دامت أرواحهم في أجسادهم. فقال الرب: وعزتي وجلالي لا أزال أغفر لهم ما استغفروني] (١).
قلت: وإنما يتابع الشيطان زحفه على الكفار ما دام انعدم منهم الاستغفار، فيحملهم بأزّه على محاربة دين الله في الأرض ونشر الفواحش والمعاصي والآثام.
وقوله تعالى: {فَلَا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا}. قال ابن عباس: (نعدّ أنفاسهم في الدنيا). وقال السدي: (السنين، والشهور، والأيام، والساعات).
أي: لا تعجل يا محمد على هؤلاء في حلول نقمة الله بهم، فإن لهم أجلًا هم بالغوه ثم هم صائرون بحلوله إلى عذاب الله وسخطه ونكاله.
وفي التنزيل نحو ذلك:
١ - قال تعالى: {وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ} [إبراهيم: ٤٢].
٢ - وقال تعالى: {إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا} [آل عمران: ١٧٨].
٣ - وقال تعالى: {نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلًا ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ إِلَى عَذَابٍ غَلِيظٍ} [لقمان: ٢٤].
ومن كنوز صحيح السنة في آفاق معنى الآية، حديثان:
الحديث الأول: أخرج البخاري عن أبي موسى رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [إنَّ الله لَيُملي للظالم حتى إذا أخَذَه لم يُفْلِتْه. قال: ثم قرأ: {وَكَذَلِكَ
(١) حديث حسن. رواه الحاكم (٤/ ٢٦١)، وأحمد (٣/ ٢٩/ ٤١)، والبيهقي في "الأسماء" (ص ١٣٤)، وانظر سلسلة الأحاديث الصحيحة (١٠٤).