في هذه الآيات: ضمانٌ من الله تعالى لعباده المؤمنين، بجعل المودة في الأرض وحسن الذكر في الصالحين، وهذا القرآن قد يَسَّر ذكره لك ربك -يا محمد- لتبشر به المتقين، وتنذر الفجار الآثمين، أن يصيروا كما صار قبلهم من كفر من الأمم فأصبحوا خامدين.
فقوله تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا} - بشارة عاجلة للمؤمن في الحياة الدنيا.
فعن ابن عباس:({سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا} قال: محبة في الناس في الدنيا). أو قال:(حبّا).
وقال:(الودّ من المسلمين في الدنيا، والرزق الحسن، واللسان الصادق).
وقال مجاهد:(يحبهم ويحببهم إلى خلقه). أو قال:(يحبهم ويحببهم إلى المؤمنين).
وقال قتادة:(ما أقبل عبدٌ إلى الله إلا أقبل الله بقلوب العباد إليه، وزاده من عنده).
وفي الأثر عن عثمان بن عفان رضي الله عنه، كان يقول:(ما من الناس عبد يعمل خيرًا ولا شرًا، إلا كساه الله رداء عمله). ذكره ابن جرير من طريق قتادة.
وفي المسند وصحيح البخاري ومسلم عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: [إن الله إذا أحبَّ عبدًا دعا جبريلَ فقال: يا جبريلُ، إني أحبُّ فلانًا فأحِبَّه. قال: فيحبُّه جبريلِ. قال: ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يحبُّ فلانًا. قال: فَيحِبُّه أهل السماء، ثم يُوضعُ له القبولُ في الأرض. وإنّ الله إذا أبغض عبدًا دعا جبريل فقال: يا جبريلُ، إني أبغضُ
(١) حديث صحيح. أخرجه أحمد (٢/ ١٦٧)، والنسائي في الكبرى (١١٤٧٣)، والترمذي (٢١٤١).