قال القاسمي:(أي كي نتعاون على تسبيحك وذكرك. لأن التعاون - لأنه مهيج الرغبات - يتزايد به الخير ويتكاثر {إِنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيرًا} أي عالمًا بأحوالنا، وبأن المدعوّ به مما يفيدنا).
وعن مجاهد قال:(لا يكون العبد من الذاكرين الله كثيرًا حتى يذكر الله قائمًا وقاعدًا ومضطجعًا).
في هذه الآيات: إجابةُ الله تعالى دعوة موسى - صلى الله عليه وسلم -، وامتنانه عليه بإلهام أمه أيام طفولته قذفه بالتابوت في اليم ليلقيه الله إلى بيت عدوه، ثم إرجاعه إلى أمه لإرضاعه أثناء سعي أخته في ذلك، ثم ما كان من حماية الله له أثناء الشباب بعد قتله القبطي واختباره اختبارًا كثيرًا.
قال ابن كثير: (تذكير له بنِعَمِهِ السَّالِفة عليه، فيما كان ألهم أمَّه حينَ كانت تُرْضِعُهُ، وتحذو عليه من فرعون وَمَلئِه أن يقتلوه، لأنه كان قد وُلِدَ في السَّنة التي يقتلون فيا الغلمان. فاتخذت له تابُوتًا، فكانت ترضِعُه ثم تَضَعُه فيه، وتُرسِلُه في البحر - وهو النيل - وتُمْسِكُه إلى مَنْزلها بحبل، فذهبت مرة لتربطه فانفلت منها وذهب به البحر،