في هذه الآيات: سؤال المشركين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الآيات والمعجزات، وإنما أهلك الله القرون السالفة بعد وضوح البينات وظهور الدلالات. ولو أُهلك هؤلاء قبل إرسال هذا الرسول الكريم، وتنزيل هذا الكتاب العظيم، لاحتجوا على إهلاكهم معترضين. فقل لهم يا محمد: كل منا منتظر، فانتظروا فستعلمون من أصحاب الصراط المستقيم، وأتباع المنهج القويم، منهاج النجاة والهداية للعالمين.
فقوله:{وَقَالُوا لَوْلَا يَأْتِينَا بِآيَةٍ مِنْ رَبِّهِ}. هو من قيل المشركين لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
قال ابن جرير:(يقول تعالى ذكره: قال هؤلاء المشركون الذين وصف صفتهم في الآيات قبل هلا يأتينا محمد بآية من ربه، كما أتى قومه صالح بالناقة وعيسى بإحياء الموتى، وإبراء الأكمه والأبرص).
وقوله:{أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الْأُولَى}. قال مجاهد:(التوراة والإنجيل).
وقال قتادة:(الكتب التي خلت من الأمم التي يمشون في مساكنهم).
والمقصود: أولم يأتهم في هذا القرآن العظيم أخبار القرون قبلهم والأمم التي سلفتهم من أهل الكتاب وغيرهم.