وإنما يحتج يوم القيامة فتقبل حجته عند ربه من لم تبلغه دعوة الرسل، أو حال دونه ودون فهمها وبلوغها حائل.
فقد أخرج الطبراني بسند صحيح عن الأسود بن سريع مرفوعًا:[أربعة يوم القيامة يدلون بحجة: رجل أصم لا يسمع، ورجل أحمق، ورجل هرم، ومن مات في الفترة. فأما الأصم فيقول: يا رب جاء الإسلام وما أسمع شيئًا. وأما الأحمق فيقول: جاء الإسلام والصبيان يقذفونني بالبعر. وأما الهرم فيقول: لقد جاء الإسلام وما أعقل. وأما الذي مات على الفترة فيقول: يا رب ما أتاني رسولك، فيأخذ مواثيقهم ليطعنه، فيرسل إليهم رسولًا أن ادخلوا النار. قال: فوالذي نفسي بيده لو دخلوها لكانت عليهم بردًا وسلامًا](١).
أي: قل - يا محمد - لهؤلاء المكذبين من قومك: كُلّ منا منتظر لمن يكون له الفلاح والعاقبة والظفر، فانتظروا وترقبوا، فستعلمون من أصحاب الطريق المستقيم ومن المهتدي الذي قد أصاب منهاج الهداية والنجاة.