للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإنما يحتج يوم القيامة فتقبل حجته عند ربه من لم تبلغه دعوة الرسل، أو حال دونه ودون فهمها وبلوغها حائل.

فقد أخرج الطبراني بسند صحيح عن الأسود بن سريع مرفوعًا: [أربعة يوم القيامة يدلون بحجة: رجل أصم لا يسمع، ورجل أحمق، ورجل هرم، ومن مات في الفترة. فأما الأصم فيقول: يا رب جاء الإسلام وما أسمع شيئًا. وأما الأحمق فيقول: جاء الإسلام والصبيان يقذفونني بالبعر. وأما الهرم فيقول: لقد جاء الإسلام وما أعقل. وأما الذي مات على الفترة فيقول: يا رب ما أتاني رسولك، فيأخذ مواثيقهم ليطعنه، فيرسل إليهم رسولًا أن ادخلوا النار. قال: فوالذي نفسي بيده لو دخلوها لكانت عليهم بردًا وسلامًا] (١).

وقوله تعالى: {قُلْ كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدَى}.

أي: قل - يا محمد - لهؤلاء المكذبين من قومك: كُلّ منا منتظر لمن يكون له الفلاح والعاقبة والظفر، فانتظروا وترقبوا، فستعلمون من أصحاب الطريق المستقيم ومن المهتدي الذي قد أصاب منهاج الهداية والنجاة.

وفي التنزيل نحو ذلك:

١ - قال تعالى: {إِنْ كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ آلِهَتِنَا لَوْلَا أَنْ صَبَرْنَا عَلَيْهَا وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذَابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلًا} [الفرقان: ٤٢].

٢ - وقال تعالى: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (٥٦)} [القصص: ٥٦].

٣ - وقال تعالى: {وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (٢٤) قُلْ لَا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلَا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ (٢٥) قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ} [سبأ: ٢٤ - ٢٦].

٤ - وقال تعالى: {سَيَعْلَمُونَ غَدًا مَنِ الْكَذَّابُ الْأَشِرُ} [القمر: ٢٦].


(١) حديث صحيح. أخرجه الطبراني (٧٩/ ٢)، وأحمد (٤/ ٢٤)، وابن حبان (١٨٢٧)، وأخرجه الديلمي (١/ ١/ ١٧١)، وانظر سلسلة الأحاديث الصحيحة (١٤٣٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>