للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والمقصود: أن آيات الله فيها بيان الحق الذي يدحض الباطل فإذا هو ذاهب مضمحل هالك.

وقوله: {وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ}. أي: ولكم الويل أيها المفترون مما تشركون فتنسبون لله الولد وتكذبون. قال ابن جريج: ({وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ} قال: تشركون).

وقال قتادة: ({مِمَّا تَصِفُونَ}: أي تكذبون).

وقوله تعالى: {وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ}.

إخبار عن عبودية الملائكة لله تعالى مالك السماوات والأرض، وهم بذلك لا يَبْعَبون ولا يَملّون، بل هم في سجود وذكر وتعظيم لله هم فيه دائبون.

قال ابن عباس: ({وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ} لا يرجعون). وقال مجاهد: (لا يحسَرون).

وقال قتادة: (لا يَعْيَوْن). وقال ابن زيد: ({لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ}.

قال: لا يستحسرون، لا يملُّون ذلك الاستحسار، قال: ولا يفترون، ولا يسأمون).

وقوله تعالى: {يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ}. أي هم في تسبيح دائم لا ينقطعون عنه.

قال ابن عباس عن كعب: (إنهم ألهموا التسبيح كما ألهمتم الطَّرف والنَّفس).

وقال كعب الأحبار أيضًا: (إنهم جُعل لهم التسبيح، كما جُعِلَ لكم النفس، ألمست تأكل وتشرب وتقوم وتقعد، وتجيء وتذهب، وأنت تَنَفَس؟ قلت (١): بلى، قال: فكذلك جُعل لهم التسبيح).

وفي التنزيل ونحو ذلك:

١ - قال تعالى: {وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ} [البقرة: ٣٠].

٢ - وقال تعالى: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا} [غافر: ٧].

وفي مسند الإمام أحمد وجامع الترمذي بسند حسن عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: [إني أرى ما لا ترون، وأسمع ما لا تسمعون، أطَّت السماء وَحُقَّ لها


(١) القائل: عبد الله بن الحارث، الراوي عن كعب الأحبار- كما ذكر ابن جرير بسنده إليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>