للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال محمد بن أبي موسى: (الوقوف بعرفة من شعائر الله، وبِجَمْع (١) من شعائر الله، ورمي الجمار من شعائر الله، والبُدْن من شعائر الله، ومن يعظمها فإنها من شعائر الله في قوله: {وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ} فمن يعظمها فإنها من تقوى القلوب).

وفي كنوز صحيح السنة العطرة من ذلك أحاديث:

الحديث الأول: أخرج أبو داود بسند صحيح عن يزيد بن شيبان قال: أتانا ابن مربع الأنصاري ونحن بعرفة فقال: أما إني رَسولُ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - إليكم، يقول لكم: [قِفوا على مشاعركم، فإنكم على إرث من إرث أبيكم إبراهيم] (٢).

الحديث الثاني: أخرج البخاري عن أنس: [أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ضحّى بكبشين أَملحَين أقرنين] (٣).

الحديث الثالث: أخرج ابن ماجة بسند صحيح عن عائشة وعن أبي هريرة: [أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أراد أن يضحي، اشترى كبشين عظيمين سمينين أقرنين أملحين موجوءين. فذبح أحدهما عن أمّته، لمن شهد لله بالتوحيد، وشهد له بالبلاع. وذبح الآخر عن محمد وعن آل محمد - صلى الله عليه وسلم -] (٤).

الحديث الرابع: أخرج أحمد وأبو داود بسند صحيح عن البراء قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [أربعٌ لا تجوز في الأضاحي: العَوْراءُ البَيِّنُ عَوَرُها، والمريضة البَيِّنُ مَرَضُها، والعَرْجاءُ البيِّنُ ظَلَعُها، والكسيرة التي لا تُنْقي] (٥).

والظلع: هو العرج، والكسيرة: المنكسرة الرجل التي لا تقدر على المشي.

وقوله: "لا تنقي" من أنقى إذا صار ذا نِقيٍ. فالمعنى: التي ما بقي لها مخ من غاية العجف.


(١) جَمْع: المزدلفة.
(٢) حديث صحيح. أخرجه أبو داود (١٩١٩) - كتاب المناسك. باب موضع الوقوف بعرفة.
(٣) حديث صحيح. أخرجه البخاري (٣٣٥٨)، ومسلم (١٩٦٦)، وأبو داود (١٧٩٤)، وأخرجه أحمد في المسند (٣/ ١٧٠) من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه.
(٤) حديث صحيح. أخرجه ابن ماجة (٣١٢٢)، كتاب الأضاحي. وانظر صحيح ابن ماجة (٢٥٣١).
(٥) حديث صحيح. أخرجه أبو داود (٢٨٠٢)، والترمذي (١٤٩٧)، والنسائي (٧/ ٢١٥)، وابن ماجة (٣١٤٤)، وأحمد (٤/ ٢٨٤)، ورجاله ثقات.

<<  <  ج: ص:  >  >>