أخرج أحمد في المسند ورجاله رجال الصحيح، وكذلك الترمذي في السنن بسند صحيح عن ابن عباس قال: [لمّا خرجَ النبي - صلى الله عليه وسلم - من مكة قال أبو بكر: أخرجوا نبيّهم! إنا لله وإنا إليه راجعون، لَيَهْلِكُنَّ. قال: فأنزل الله عز وجل: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ} قال أبو بكر رضي الله عنه: فعرفت أنه سيكون قتال. قال ابن عباس:(وهي أول آية نزلت في القتال)] (١)
وقوله:{وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ}. قال ابن كثير:(أي: هو قادرٌ على نصر عباده المؤمنين من غير قتال، ولكن هو يريد من عباده أن يبلو جُهدَهم في طاعته، كما قال: {فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ (٤) سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ (٥) وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ} [محمد: ٤ - ٦]).
وعن ابن عباس:{وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ} قال: وقد فَعَل).