أي: وإنما تدعوهم أنت - يا محمد - إلى صراط الله القويم، الذي فيه النجاة وسعادة الدارين، وإن الذين يكذبون بالآخرة ويوم الحساب لعادلون عن سواء السبيل وجائرون منجرفون. قال الرازي: ("نكبَ" - فلان - عن الطريق: عَدَل. وتنكَّب عنه تَنكُّبًا أي مال وعدل). قال ابن عباس:({عَنِ الصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ} يقول: عن الحق لعادلون).
الحديث الأول: أخرج الإمام أحمد في المسند، وأبو داود في السنن، بسند صحيح عن أبي تميمةَ عن رجل من قومه، أنه أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أو قال: شهدت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأتاه رجل فقال: أنت رسول الله أو قال: أنت محمد؟ فقال: نعم. قال: فإلامَ تَدْعو؟ قال:[أدعو إلى ربك الذي إن مَسَّكَ ضر فدعوته كشفَ عنكَ، والذي إن أضللت بأرض قفرٍ فدعوته ردَّ عليك، والذي إن أصابتك سنة فدعوته أنبت لك](١).
الحديث الثاني: أخرج البخاري في صحيحه عن أبي هريرة قال: [قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين أنزل الله عز وجل:{وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} قال: يا معشر قريش اشتروا أنفسكم
(١) حديث صحيح. انظر صحيح سنن أبي داود (٣٤٤٢)، وكتابي: السيرة النبوية (١/ ١٤٨) لتمام الحديث، ورواه أحمد بلفظ مقارب.