غيره، ولا دليلَ لهم على ذلك، كما قال في آخر السورة: {وَمَنْ {مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ (٩١) عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (٩٢)} لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ}، فالمشركون لا يفعلون ذلك عن دليل قادهم إلى ما هُم فيه من الإفك والضلال، وإنما يفعلون ذلك اتباعًا لآبائهم وأسلافِهم الحيارَى الجُهَّال، كما قال الله عنهم:{إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ}[الزخرف: ٢٣].
في هذه الآياتِ: نفي الولد والشريك عن الله تعالى، وأنه لو قُدِّر تعدد الآلهة لم ينتظم الوجود، إذ يحاول كل واحد نَظْمَ خلقه وضَبْطَ ملكه، ولا بد من أن يقهر أحدهما الآخر، وسيظهر أثر ذلك في الكون. ولما كان هذا الوجود متسقًا منتظمًا في عالَمَيْه العلوي والسفلي دَلّ ذلك على وحدانية الصانع وأنه الإله الحق الأحد الصمد عالم الغيب والشهادة لا شريك له.