أي: يسْفعُ وجوههم لهب النار، فتحرقها، فتتقلص الشفاه عن الأسنان في تكشّر وعُبوس.
قال ابن جريجٍ، عن ابن عباس:({تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ} قال: تنفح، وَهُمْ فِيهَا {كَالِحُونَ} والكلوحُ: أنَّ تتقلّص الشفتان عن الأسنان، حتى تبدو الأسنان).
وقال علي، عن ابن عباس:({وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ} يقول: عابسون).
قلت: وقوله: {كَالِحُونَ} من الكلوح، وهو يجمع في كلام العرب بين التكشر والعبوس.
قال الرازي:(الكلوحُ: تكشُّرٌ في عبوس). والمقصود: حرق الوجوه في نار جهنم يصير أصحابها في حالة مشوهة ومنظر قبيح.
قال القاسمي:(وتخصيص الوجوه لأنَّها أشرف الأعضاء. فبيان حالها أزجر عن المعاصي المؤدية إلى النار).
في هذه الآياتِ: اعترافُ أهل الشقاء يوم القيامة بشقوتهم وضلالهم وتمنيهم الخروج من النار، فَيُخْرِسُهُم الجبار، وينتصر لأوليائه، ويخزي أعداءه بما كانوا يسخرون. وينجي الذين اتقوا بمفازتهم بما كانوا يعملون ويصبرون.
(١) حديث صحيح. أخرجه البخاري في الصحيح (و ٤٧٢) - كتاب التفسير، سورة الكهف، آية (١٠٥).