للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (١٨٨)}.

وفي كنوز السنة الصحيحة تأكيد كبير لهذا المفهوم في الإسلام.

فقد أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن رافع بن خديج، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: [إنما أنا بشر، إذا أمرتكم بشيء من دينكم فخذوا به، وإذا أمرتكم بشيءٍ من رأي، فإنما أنا بشر] (١).

وله شاهد صحيح في المسند من حديث طلحة بلفظ: [إنما أنا بشر مثلكم، وإن الظن يخطئ ويصيب، ولكن ما قلتُ لكم: قال الله، فلن أكذب على الله]. وهو رواية لمسلم من حديث رافع (٢).

وفي الصحيحين والمسند عن أم سلمة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: [إنما أنا بشر وإنكم تختصمون إليّ، فلعل بعضكم أن يكونَ ألحن بحجّته من بعض، فأقضيَ له على نحو ما أسمع، فمن قضيت له بحق مسلم، فإنما هي قطعة من النار، فليأخذها أو ليتركها] (٣).

وفي صحيح الإمام مسلم عن جابر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: [إنما أنا بشر، وإني اشترطْتُ على ربي عزَّ وجل: أيَّ عبدِ من المسلمين شَتَمْتُهُ، أو سَبَبْتُهُ، أن يكون ذلك له زكاةً وأجرًا] (٤).

وفيه وفي مسند الإمام أحمد وسنن ابن ماجة بسند صحيح عن ابن مسعود قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [إنما أنا بشر أنسى كما تنسون، فاذا نَسِيَ أحدُكم فليسجُدْ سجدتين وهو جالس] (٥).

وكذلك يروي ابن سعد بإسناد صحيح عن محمود بن لبيد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: [إنما أنا بشر تدمَعُ العين ويخشع القلبُ، ولا نقول ما يُسخِط الربَّ، والله يا إبراهيم إنا بك لمحزونون] (٦).


(١) حديث صحيح. انظر صحيح مسلم (٢٣٦٢)، كتاب الفضائل.
(٢) حديث صحيح. انظر صحيح مسلم (٢٣٦١)، كتاب الفضائل، من حديث رافع بن خديج.
(٣) حديث صحيح. انظر صحيح البخاري (٦٩٦٧) كتاب الحيل، وصحيح مسلم (١٧١٣) كتاب الأقضية، من حديث أم سلمة رضي الله عنها.
(٤) حديث صحيح. انظر صحيح مسلم (٢٦٠٢)، كتاب البر والصلة.
(٥) حديث صحيح. أخرجه مسلم في الصحيح (٥٧٢) ح (٩٤). ورواه أحمد وابن ماجة.
(٦) حديث صحيح. أخرجه ابن سعد في "الطبقات" (١/ ١٤٢)، وانظر السلسلة الصحيحة (١٧٣٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>