في هذه الآيات: إثباتُ تسبيح جميع ما في السماوات والأرض والطير لله الملك العزيز الحكيم. هو الذي يسوق السحاب بقدرته ويجمعه ويُراكم بعضه على بعض ليخرج من خلاله المطر وينزل البَرَدَ وإن لمعان البرق الذي يرسله يكاد يذهب بالأبصار. فسبحان مقلب شؤون خلقه ومعاقب الليل والنهار. لقد خلق سبحانه كل دابة من ماء فهي تمشي على البطن أو على رجلين أو أربع يخلق ما يشاء وينزل الآيات ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.
فقوله:{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ}. قال ابن جرير:(يقول تعالى ذكره لنبيه محمد - صلى الله عليه وسلم -: ألم تنظر يا محمد بعين قلبك، فتعلم أن الله يصلي له من في السماوات والأرض، من ملك وإنس وجن، {وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ} في الهواء أيضًا تسبح له). وقال القرطبي:(ومعنى {صَافَّاتٍ} مصطفات الأجنحة في الهواء).
وقوله:{كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ}. قال مجاهد:(صلاته: للناسِ، وتسبيحه عامة لكل شيء). قال ابن كثير:(أي: كلٌّ قد أرشَدَه إلى طريقته ومَسْلكِهِ في عبادة الله عز وجل).