قال ابن عباس:({الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ} قال: حزن النار). وقال قتادة:(كانوا في الدنيا يعملون وينصبون، وهم في خوف أو يحزنون). قلت: فأول لحظات السعادة الأبدية، والشعور بلذة الفوز والظفر، عند وضع أول قدم على باب الجنة.
وفي الصحيحين عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:[إنّ أهل الجنة يتراءَون أهل الغرف من فوقهم كما تتراءون الكوكب الدري الغابر في الأفق، من المشرق أو المغرب لتفاضل ما بينهم، قالوا: يا رسول الله! تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرُهم. قال: بلى والذي نفسي بيده، رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين](١).
في هذه الآيات: فَضْحُ الله تعالى المنافقين في تأكيدهم الخروج للجهاد مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالحلف وهم كاذبون. إنه من يطع الله ورسوله ينعم بنور الهداية ومن يعرض فما على الرسول إلا البلاغ المبين.
فقوله: ({وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَّ}. إخبار عن حال أهل النفاق في استخدامهم أغلظ أيمانهم وأشدّها في الحلف لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - لئن أمرهم بالخروج إلى جهاد عدوه وعدو المؤمنين ليخرجن. قال القرطبي: ({جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ}: أي طاقة
(١) حديث صحيح. أخرجه البخاري (٣٢٥٦)، وانظر مختصر صحيح مسلم (١٩٦١).