قال القاسمي:{وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُورًا} أي: لا يملكون دفع ضر ولا جلب نفع ولا إماتة أحد وإحياءه أوّلًا وبعثه ثانيًا. ومن كان كذلك فبمعزل عن الألوهية، لعرائه عن لوازمها واتصافه بما ينافيها. وفيه تنبيه على أن الإله يجب أن يكون قادرًا على البعث والجزاء. أفاده القاضي).
في هذه الآيات: افتراء الكفار على الوحي والرسول بالاتهام والتكذيب، وَتَوعُّدُ الله -الذي أنزل هذا القرآن- المعاندين بالنكال والتعذيب.
فقوله:{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ} - هو قول الكفار في القرآن يزعمون أن محمدًا - صلى الله عليه وسلم - اختلقه وتخرّصه. والإفك: الكذب. وقوله:{وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ}. قال مجاهد:(يهود). قال ابن كثير:(أي: واستعان على جَمْعه بقوم آخرين).
وقوله:{فَقَدْ جَاءُوا ظُلْمًا وَزُورًا}. قال ابن جريج، عن مجاهد:(قال: كذبًا). قال القاسمي:{فَقَدْ جَاءُوا ظُلْمًا} أي بجعل الصدق إفكًا، والبريء عن الإعانة معينًا. {وَزُورًا} أي باطلًا لا مصداق له، يعلمون من أنفسهم أنه باطل وبهتان).