دونك من أولياء. قال: وهذه المفاجأة بالاحتجاج والإلزام حسنة رائعة، وخاصة إذا انضم إليها الالتفات وحذف القول).
وفي التنزيل نحو ذلك. قال تعالى: {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ (٥) وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ} [الأحقاف: ٥، ٦].
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:[قال الله تعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، مَنْ عمل عملًا أشرك فيه معي غيري تركتُه وشركَه](١).
وقوله:{فَمَا تَسْتَطِيعُونَ صَرْفًا وَلَا نَصْرًا}. قال ابن جريج:(لا يستطيعون صرف العذاب عنهم، ولا نصر أنفسهم). وقال مجاهد:(المشركون لا يستطيعونه).
وقوله:{وَمَنْ يَظْلِمْ مِنْكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا}. قال ابن جريج:({وَمَنْ يَظْلِمْ مِنْكُمْ}: بشرك). وقال الحسن:(هو الشرك). قال ابن جرير:(ومن يشرك بالله فيظلم نفسه، فذلك نذقه عذابًا كبيرًا).
في هذه الآيات: إثبات بشرية الرسل، وطلب المشركين تنزل الملائكة عليهم استكبارًا وغرورًا، وإخبار الله تعالى عن شقائهم يوم يرون الملائكة ويقولون حجرًا محجورًا. وأما المؤمنون فهم يومئذ خير مستقرًا وأحسن مقيلًا.