للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يطلبن ذلكَ لينزلن عند فرعون في الرضاع، فأبى أن يأخذ).

وقوله: {فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ}.

قال النسفي: ({فَقَالَتْ} أخته وقد دخلت يبن المراضع ورأته لا يقبل ثديًا {هَلْ أَدُلُّكُمْ} أرشدكم {عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ} أي موسى {لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ}).

قال ابن جريج: ({وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ}: هم للملك ناصحون). وقال ابن إسحاق: ({وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ} أي لمنزلته عندكم، وحرصكم على مسرّة الملك، قالوا: هاتي).

وقوله: {فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ}.

قال قتادة: (ووعدها أنه رادّه إليها وجاعله من المرسلين، ففعل الله ذلك بها).

وقوله: {وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ}.

أي: ولكن أكثر الناس لا يعلمون أن وعد الله حق، ولا يعلمون أن قضاءه في شؤون عباده ليس إلا في خير، وأن أهل الإيمان منهم يرعاهم سبحانه برحمته وعنايته.

وفي التنزيل نحو ذلك:

١ - قال تعالى: {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة: ٢١٦].

٢ - وقال تعالى: {فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا} [النساء: ١٩].

٣ - وقال تعالى: {وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (٦) يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ} [الروم: ٦ - ٧].

ومن صحيح السُّنة العطرة في ذلكَ أحاديث:

الحديث الأول: روى أحمد في المسند، ومسلم في الصحيح - نحوه - عن صهيب قال: [بينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قاعد مع أصحابه إذ ضحك، فقال: ألا تسألوني مم أضحك؟ قالوا: يا رسول الله! ومم تضحك؟ قال: عجبتُ لأمر المؤمن، إنَّ أمره كله خير، إن

<<  <  ج: ص:  >  >>