وفي جامع الترمذي بإسناد حسن عن عبد الله بن مسعود، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أليس المؤمن بالطّعان، ولا اللَّعان ولا الفاحش، ولا البذِيّ] (١).
في هذه الآيات: إعلامُ الله تعالى نبيَّه - صلى الله عليه وسلم - أن أمر الهداية بيده سبحانه فهو أعلم بالمستحقين. وامتنانٌ منه -جلّ ذكره- على قريش نعمة الحرم الآمن يجبى إليهِ الرزقُ من جميع الأمصار بإذن الله رب العالمين. وإخبار منهُ -تعالى- عن سنته في إهلاك القرى إذا فسد أهلها وكانوا ظالمين.
قال ابن جرير:(يقول تعالى ذكره لنبيه محمد - صلى الله عليه وسلم -: {إِنَّكَ} يا محمد {لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} هدايته، {وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} أن يهديه من خلقه، بتوفيقه للإيمان به وبرسوله).
وقوله:{وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ}. قال مجاهد:(لمن قدر له أن يهتدي). أو قال:(بمن قدر له الهدى والضلالة).
قلت: والآية في مفهومها عامة بحق جميع الخلق، فإن التوفيق للهداية بيد الله سبحانه الذي اطلع على قلوب عبادهِ، وهو أعلم بالشاكرين.
(١) حديث حسن. أخرجه الترمذي (١٩٧٨)، وأخرجه أحمد (٣٨٣٩)، والحاكم (١/ ١٢).