للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السوء في الأرض أنزل الله عز وجل بأسه بأهل الأرض، وإن كان فيهم صالحون، يصيبهم ما أصاب الناس، ثم يرجعون إلى رحمة الله] (١).

وأخرج الطبراني بسند صحيح عن ابن عباس، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: [إذا ظهر الزِّنا والرِّبا في قريةٍ، فقد أحلُّوا بأنفسهم عذاب الله] (٢).

وقوله: {فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا}.

قال ابن عباس: (لم يسكنها إلا المسافر أو مارّ الطريق يومًا أو ساعة).

قال القرطبي: (أي لم تسكن بعد إهلاكِ أهلها إلا قليلًا من المساكن وأكثرها خراب).

وقوله: {وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ}.

أي: دثرت ديارهم وعادت كما كانت قبل سُكْناهم فيها، لا مالك لها إلا الله، الذي له ميراث السماوات والأرض.

وقوله: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا}.

قال النسفي: ({وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى} في كل وقت {حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا} أي في القرية التي هي أمها أي أصلها ومعظمها {رَسُولًا} لإلزام الحجة وقطع المعذرة. أو وما كان في حكم الله وسابق قضائه أن يهلكَ القرى في الأرض حتى يبعثَ في أم القرى -يعني مكة لأن الأرض دحيت من تحتها- رسولًا، يعني محمدًا عليه السلام {يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا} أى القرآن).

وقوله: {وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ}.

قال ابن عباس: (قال الله: لم يهلك قرية بإيمان، ولكنه يهلكُ القرى بظلمِ إذا ظلم أهلها، ولو كانت قرية آمنت لم يهلكوا مع من هلك، ولكنهم كذّبوا وظلموا، فبذلكَ أُهلكوا).

٦٠ - ٦١. قوله تعالن: {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا


(١) صحيح لغيره. أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (٢/ ٤٤١/ ٢)، وأبو نعيم في "الحلية" (١٠/ ٢١٨)، وأحمد في المسند (٦/ ٢٩٤). وانظر السلسلة الصحيحة (١٣٧٢).
(٢) حديث صحيح. أخرجه الطبراني والحاكم. انظر صحيح الجامع الصغير -حديث رقم- (٦٩٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>