للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة ... ". فالدراسة المذكورة تشعرك بأنهم لم يجتمعوا على التلاوة صوتًا واحدًا متراسلين, لأن المدارسة إما أن تكون تلقينًا، أو عرضًا، وهذا هو المروي عنهم).

وقوله: {وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ}.

أي والله يعلم أحوالكم وصفة عبادتكم وموافقتها لمنهاج النبوة أو انحرافها، كما يعلم جميع أعمالكم وشؤونكم.

٤٦ - ٤٩. قوله تعالى: {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (٤٦) وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ فَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمِنْ هَؤُلَاءِ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الْكَافِرُونَ (٤٧) وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ (٤٨) بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ (٤٩)}.

في هذه الآيات: الدعوةُ لمجادلة أهل الكتاب بالتي هي أحسن، والتصريح بالإيمان بهذا القرآن وما قبله من الكتب، وتوحيد الله الإله الحق منزل الكتاب بالحق وما يجحد به إلا الكافرون. إنك -يا محمد- لو كنت قارئًا كاتبًا في قومك ثم جئتهم بهذا القرآن لاتهمّك بأخذه من الكتب المبطلون. وإنما هذا القرآن آيات بينات في صدور أهل العلم وما يجحد بآيات الله إلا الظالمون.

قوله: {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}.

قال مجاهد: (هي محكمة، فيجوز مجادلة أهل الكتاب بالتي هي أحسن على معنى الدعاء لهم إلى الله عَزَّ وَجَلَّ، والتنبيه على حججه واياته، رجاء إجابتهم إلى الإيمان, لا على طريق الإغلاظ والمخاشنة). وقيل منسوخة بآية السيف، فلهم الإِسلام أو السيف أو الجزية. قلت: والراجح قول مجاهد، فإن الآية عامة في ملاطفة المعتدلين من أهل الكتاب بالجميل من القول، رجاء إسلامهم واتباعهم هدي النبي محمد - صلى الله عليه وسلم -.

<<  <  ج: ص:  >  >>