للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (٢١) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ (٢٢)}.

في هذه الآيات: تأكيدُ الله تعالى اختلافَ السبيلين، سبيل أهل الإيمان أهل النعيم، وسبيل أهل الفسق أهل الجحيم، وكل من الفريقين في مستقرهم خالدون. وإرسال الله العذاب الأدنى دون عذاب الآخرة لعلهم يرجعون، ولا أحد أظلم ممن ذكر بآياتِ الله ثم استكبر عنها وفي الآخرة هم مخذولون.

فقوله تعالى: {أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ}.

إخبار الله عن عَدْلِهِ سبحانه وكمال حكمه يوم القيامةِ، فلا يساوي بين المؤمنين والفاسقين.

قال القاسمي: {أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا} أي: كافرًا جاحدًا {لَا يَسْتَوُونَ} أي: في الآخرة بالثواب والكرامة. كما لم يستووا في الدنيا بالطاعةِ والعبادة).

وفي التنزيل نحو ذلك:

١ - قال تعالى: {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ} [الجاثية: ٢١].

٢ - وقال تعالى: {أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ} [ص: ٢٨].

٣ - وقال تعالى: {لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ} [الحشر: ٢٠].

وفي الصحيحين والمسند عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [إنَّ الله يدني المؤمن فيضع عليهِ كَنَفَه (١) ويستُرهُ فيقول: أتعرفُ ذنبَ كذا؟ أتعرفُ ذنب كذا؟ فيقول: نعم أي ربِّ، حتى قرَّره بذنوبه، ورأى في نفسهِ أنه قد هلكَ، قال: سترتها عليكَ في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم، فيعطى كتاب حسناته. وأما الكفار والمنافقون فينادى بهم


(١) أي: حفظه وستره.

<<  <  ج: ص:  >  >>