للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والمقصود: اعترافهم باتباع أمراء الضلالة، وعلماء الجهالة، الذين يمكرون بدين الله ويصدون عن سبيله ويبغونها عوجًا.

وقوله: {فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا}. أي فحرفونا عن سبيل التوحيد ومنهاج الرسل.

وقوله: {رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ}. قال قتادة: (عذاب الدنيا وعذاب الآخرة).

وقيل: عذاب الكفر وعذاب الإضلال. أي عَذَّبهم مثْلي ما تعذّبنا فإنهم ضلوا وأضلوا.

وقوله: {وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا}.

هكذا قرأها عاصم {كَبِيرًا}، وعامة القراء قرؤوها "كثيرًا"، وهما قراءتان مشهورتان. والمعنى: بالباء يدل على أشد اللعن وأعظمه، وبالثاء يدل على تكثير اللعائن وتتابعها عليهم.

٦٩ - ٧١. قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا (٦٩) يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (٧٠) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (٧١)}.

في هذه الآياتِ: تحذيرُ الله تعالى عباده المؤمنين مشابهة المنافقين من بني إسرائيل الذي آذوا موسى فبين الله براءته وكان عند الله وجيهًا. وأمْرُه تعالى المؤمنين أن يصدقوه التقوى وأن يقولوا قولًا سديدًا. فإنهم إن فعلوا ذلك قابلهم سبحانه بمغفرة ذنوبهم وإصلاح أحوالهم وأعمالهم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزًا عظيمًا.

فقوله: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا}.

خطاب من الله تعالى لأصحاب نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم -: أنْ لا تؤذوا رسول الله بقول يكرهه أو بفعل لا يحبه، فتكونوا أمثال الذين رموا موسى بعيب كذبًا، وآذوه بألوان كثيرة من الأقوال والأفعال، فأظهر الله كذبهم مما رموه به وأعز رسوله.

ومن إيذائهم لموسى قولهم: {فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا} [المائدة: ٢٤]،

<<  <  ج: ص:  >  >>