للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المعشار عشر العشير، والعشير عشر العشر، فيكون جُزءًا من ألف جزء فالمراد المبالغة. قال ابن عباس. (فليس أمة أعلمَ من أمته، ولا كتاب أبين من كتابه).

قال القرطبي: ({فَكَذَّبُوا رُسُلِي فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ}: أي عقابي في الأمم، وفيه محذوف وتقديره: فأهلكناهم فكيف كان نكيري).

٤٦ - ٥٤. قوله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ (٤٦) قُلْ مَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (٤٧) قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (٤٨) قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ (٤٩) قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ (٥٠) وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلَا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ (٥١) وَقَالُوا آمَنَّا بِهِ وَأَنَّى لَهُمُ التَّنَاوُشُ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ (٥٢) وَقَدْ كَفَرُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ (٥٣) وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِمْ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا فِي شَكٍّ مُرِيبٍ (٥٤)}.

في هذه الآياتِ: يقول تعالى ذكره لنبيه - صلى الله عليه وسلم -: قل يا محمد لهؤلاء المشركين المعاندين من قومك: إنما أعظكم بواحدة، وهي طاعة الله سبحانه، بأن تقوموا اثنين اثنين وفرادى فرادى رجلًا ورجلين يقوم الرجل مع الآخر فيصدقان الحديث هل علمتم بمحمد - صلى الله عليه وسلم - جنونًا ثم ينفرد كل بنفسه ليقرأ حديث نفسه أن محمدًا صادق وما يريد من أجر إلا رضا ربه عز وجل، فلم يسألكم مالا ولا سلطانًا والله شهيد على حقيقة ما يقول. ثم قل لهم يا محمد: إن ربي يقذف بالحق وهو الوحي يقذفه في قلب نبيّه فهو علام ما يغيب وما لم يكن مما هو كائن، والباطل لا ينشئ خلقًا، والباطل إبليس، فلا يستطيع إعادة حياة بعد فنائها، فقل لهم: إن ضَلَلْتُ عن الهدى فضلالي على نفسي، وإن استقمت فبوحي الله وتوفيقه، وهو السميع لما أقول القريب ممن يكلمه. ولو ترى يا محمد مصير هؤلاء المكذبين في الدنيا إذ يحصدهم المؤمنون يوم بدر ثم يفزعون يوم المحشر إذا عاينوا عذاب الله فلا يعجزوننا هربًا ولا فوت لهم ولا نجاة من

<<  <  ج: ص:  >  >>