في هذه الآيات: يقول الله جل ثناؤه آمرًا نَبِيَّه -صلى الله عليه وسلم- أن ينذر هؤلاء المشركين ممن حوله أن يحل بهم ما حل بكفار أهل القرية التي بعث إليها ثلاثة رسل ليحذروهم شر الاستمرار على الشرك بالله في العبادة، وشر تحكيم غير منهجه سبحانه، فقابلوهم بالتكذيب والتشاؤم والتهديد، فأكّد المرسلون لهم أنما أعمالهم راجعة بالثواب أو العقاب عليهم، فما بكم التطيّر بنا، ولكنكم قوم أهل معاص وآثام، غلبت عليكم ذنوبكم وطغى إسرافكم. ثم عزّزهم الله مرة أخرى برجل سمع بهم فأقبل إليهم ودعا الناس إلى متابعة الرسل حيث لا يبغون أجرًا، وإنما هم مخلصون بتذكير الناس بالله وبالدار الآخرة ونبذ الأوثان والتحاكم للطاغوت والشيطان، ثم أظهر لهم دينه وتوحيده لربه، وأخبرهم أنه لا ينفعه ولا يضره غيره، ثم عاب آلهتهم بأنها لا تغني عنه شيئًا إن أراده الرحمان بضر ولا تنقذه من خطر قضاه الله، ثم أكد لهم إيمانه بالله ليسمعوا، فقتلوه بعد أن أبدى لهم النصيحة واستضعفوه ولم يكن أحد يدفع عنه، فلما لقي ربه